أخبار عاجلة

البرفسور قاسم المحبشي يتحدث عن المشترك الثقافي العربي من الفكرة إلى المشروع

منذ أن تم إطلاق مشروع المشترك الثقافي العربي والدراسات الثقافية العربية المقارنة الذي دعى اليه وأسسه الدكتور حاتم الجوهري أستاذ النقد الأدبي والدرسات الثقافية والترجمة في الجامعات المصري تحركت مياه كثيرة في الدوائر الأكاديمية والثقافية والإعلامية العربية وبات مصطلح المشترك العربي عنوانا للكثير من المؤتمرات والندوات والملتقيات الثقافية والفكرية العربية. وقد سعدت بدعوة كريمة من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية منظمة التربية والثقافة والعلوم لحضور مؤتمر الشباب وتعزيز العمل العربي المشترك الذي أنعقد يوم برعاية وزير الشباب والرياضة الأستاذ الدكتور أشرف صبحي بالشراكة مع معهد البحوث والدراسات العربية ومجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة. أنعقد المؤتمر في فندق جراند نايل تاور في الجيزة بحضور كريم من مختلف الأقطار العربية. بدأت الجلسة الافتتاحية بعرض فيلم قصير حول العمل الشبابى العربى المشترك، وكلمات رئيسية لكل من الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالى الأسبق، والدكتور محمد مصطفى كمال مدير معهد البحوث والدراسات العربية، والدكتورة مشيرة أبو غالى مؤسس ورئيس مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة، وبحضور  عدد من أعضاء مجلس النواب، وإيمان عبد الجابر رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى بوزارة الشباب والرياضة، والدكتور محمد عبد القادر مساعد الوزير، والدكتور محمد غنيم مدير عام إدارة التعليم المدنى والقيادات الشبابية، ومعاونى الوزير “محمد القوصى، ومحمد حسن، ومصطفى مجدى. ثم كلمة الأستاذ الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق ضيف شرف المؤتمر. ولما كنت مهموما بفكرة المشترك الثقافي العربي منذ مدة طويلة فقد حرصت على حضور المؤتمر واستمعت إلى مدخلات الباحثين والباحثات باهتمام كبير منذ العاشرة صباحا حتى السادسة مساءا. كان يوما حافلا بالعمل والإنجاز. وأثناء سير جلسات المؤتمر تداعت إلى ذهني فكرة المشترك الثقافي العربي التي نشتغل عليها منذ عامين عدد من الزملاء والزميلات الأكاديميين والباحثين العرب فاليكم ملخص الفكرة والمشروع منذ بدايتها وحتى صيرورتها مشروعا قابلا للتحقق والإنجاز بمختلف الصور والتجليات. إذ كان التفكير في تأسيس مشاريع ثقافية عربية ‎جامعة في واقعنا السياسي المتشظي، أشبه بمغامرة السير في أرض مجهولة. إذ ليس هناك معالم للطريق واشارات مرور يمكن أن تهدي من يسلكها. ومع ذلك فكرنا. بدأت الفكرة منذ عامين حينما تواصل معي الصديق العزيز حاتم الجوهري صاحب فكرة ومشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة بشأن إنجاز ملف عن التدافع الحضاري اليوم في مجلة الفكر المعاصر الصادرة عن الهيئة العامة للكتابة. استحسنت الفكرة وشرعت في الكتابة وكان ملف العدد مكرس لبحث الظاهرة الحضارية الراهنة ومحدداتها. اعد الملف وقدمه الدكتور حاتم الجوهري. وشارك فيه  الدكتور عمر كامل حسن من العراق، الدكتور محمد خليفة حسن من مصر، الدكتور قاسم المحبشي اليمن، الدكتور سيد فارس مصر، الدكتور أريج البدراوى زهران مصر، الدكتور  عبد القادر بخوش الجزائر، حاتم الجوهري مصر “حيث شارك بورقة ضمن الملف”، الدكتور حاتم الصكر العراق، الدكتور خالد أبوالليل مصر. معظم الأوراق جاءت عبر الاستكتاب ومن خلال النقاش والحوار حول موضوع الملف لمدة ناهزت الأربعة أشهر، بما جعل الملف أشبه بحلقة بحثية تفاعلية وتجربة علمية نقدية ثرية تراجع الآنى وتبحث فى رصف الطريق للمستقبل، كما وصف الأمر حاتم الجوهرى فى تقديمه للملف بالمجلة.صدر العدد في سبتمبر ٢٠٢٠م عام الموت الكوروني العالمي. ومنذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة وتحولت الفكرة إلى مشروع فلسفة المشترك الثقافي نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة الذي أرسى دعائمه نخبة من الأكاديميين والمثقفين العرب من مختلف البلدان العربية. وبعد عام واحد من صدور المجلة عقد ندوته الأولى عن المشترك الثقافي بين مصر والسودان في ٢٥ سبتمبر ٢٠٢١م في مجلة أدب ونقد. ثم عقد مؤتمره العلمي الأول في القاهرة بعنوان المشترك الثقافي العربي بين مصر وتونس؛ نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة في مارس ٢٠٢٢م تجري الاستعدادات على قدم وساق لإنجاز المؤتمر الدولي الثاني عن المشترك الثقافي العربي بين مصر واليمن رؤى جديدة في المتون الحضارية. ومن خبرتي المتواضعة في العمل بهذا المشروع الطموح تبين لي مدى حاجة العرب اليوم إلى مشروع ثقافي جامع إذ جاءت الاستجابة بما لم يكن بالحسبان حيث كان تفاعل الباحثين والباحثات العرب مع دعوة المؤتمر للمشترك الثقافي بين مصر واليمن ايجابيا جدا. ومازلنا نضطلع إلى تفاعل النخب الثقافية من مختلف البلدان العربي مع هذا المشروع الثقافي الجامع وحينما تكون القاهرة هي الحاضنة لمستودع الهوية العربية الزاخر بالكنوز والموارد التراثية والثقافية القابلة لإعادة التوظيف في اللحظة الراهنة يكون للروافد معنى وقيمة وفاعلية. والكل أكبر من مجموع أجزاءه.

 

 

شاهد أيضاً

البرفسور قاسم المحبشي يكتب : من وحي مؤتمر الإنسان والدين والبيئة

للإسكندرية سحرها الميتافيزيقي حيث يتجلى المكان ببعديه النهائي اللانهائي والبحر والامتداد فهي أعظم مدن البحر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *