خلف أذرع شجرة (الطنب ) كنت اتشرب حياة حافلة مليئة بالتساؤل والطيش والتأمل والشقاء معا ..!!خلف تلك الشجرة كنت استظل تحت أغصانها الوارفة .. بحضن أمي الظل المعطر بالعرق الفواح حنانا بطعم العسل ..عند تلك الصخرة التي كأنها قطعة من قرص النحل في أعلى (جبل السور ).وبعد عمر طويل من المعاناة والطيب وفي قلبها دفنت أمي .. الصخرة لا تزال مستمرة متباهية برائحة امي وحكاياتها ..الصخرة أرشيفي الطفولي وكتابي الذي لم أكمل قراءته وسأظل اقراء صفحاته ومعي اجيال .. رواية العصور بقلب تلك الصخرة الملساء التي تتزين كل فجر بالندى.
ودموعي الحراء ..
امي هناك بالاعالي
لا تزال تسرد لي حكايات أسرار الحقول
ولذة (السبول )
ورشاقةابي الرجل.( البتول)..
لا زلت هناك يا أمي
..لم يثنيني البعاد عن سماع حكاياتك. يا امي
حتى لو كنت في أقصى القارات .!!
من هنا اتيت ..
من صدرامي غزير الحليب رضعت ..ليس كمثله صدر ..أنه صدر من غيمة ماطرة حليبا ممزوجا برحيق الورد. .. يسكب من حلماته غيثا يغسلني من رداءة غيض حساد حياة التأمل . وشبق الحياة المطرزة بألحان العصافير وإيقاع المطر ..من ذلك الكوخ المظلل بشجرة (الطنب ) العملاقة. كتبت اساطيري..
مغامراتي ..حنيني أشواقي وحبي .. حبي الذي شكل محيطات من الدروع الواقية من الكراهية ..
لك المجد يا امي ..لم أهنئك في يوم الام لأني لا اعترف بيوم مخصص للام ..
بل بدهور رغدة وسر رغادتها انت ..انتن ايتها الامهات..
هذه قريتي. الصورة عام 1986م
من صفحة الاستاذ والمصور القدير عبد الرحمن الغابري