كتب : أحمد عيسى الرميلي.
لا تُذكر سقطرى إلا وتُذكر معها شجرة دم الأخوين التي يطلق عليها محليا (أعريب/ أعرهيب)، فقد أصبحت تلك الشجرة رمزا لسقطرى وعلما عليها. وقد تعايش الإنسان السقطري مع تلك الشجرة المباركة النادرة، وتعامل معها، واستفاد منها، وطوعها في الحياة اليومية، وحصل منها على العديد من الاستخدامات النافعة. فقد كان الإنسان السقطري يستفيد من الإفرازات الحمراء التي تفرزها الشجرة – والمعروفة محليا بـ(أمصهل) – عدة فوائد، منها أنه كان يستخدم تلك المادة في توقيف النزيف لدى المرأة أثناء الولادة، حيث تُسحق تلك المادة، ثم توضع في الحليب ثم تشرب. ومن فوائد مادة (أمصهل) أنها توقف النزيف أيضا في الجروح والكسور، فتُسحق ثم توضع على الجرح النازف، لتوقف معها الدم، ويندمل الجرح ويتماثل للشفاء.ومن فوائد (أمصهل) أنها تُستخدم كعلاج مرض العيون عند الحيوان، فما أن يصاب الحيوان بمرض العيون حتى تُسحق تلك المادة وتخلط بالماء ثم تُقطر في العين.كما أن مسحوق مادة (أمصهل) تُستخدمه النساء للتجميل، حيث تُسحق ثم تطلى بالماء، وتُستخدم كمادة تجميلية للبشرة، وكذلك لإبعاد الكلف.وتُستخدم تلك المادة أيضا كمادة تلوين للأواني الفخارية التي تُصنع محليا، فتؤخذ تلك الفصوص الحمراء ويتم تلوين تلك الأواني بها وهي ما زالت حارة، فتعطي لونا أحمر جميلا.كما أن شجرة دم الأخوين تخرج ثمارا بشكل حبوب صغيرة، فتلك الثمار تستخدمها الرعاة كعلف مفيد لحيواناتهم وخاصة أثناء الجفاف وقلة الأمطار، وهو يعتبر غذاء مفيدا وخاصة للأبقار. ففي فترة نضوج تلك التمار تجد الرعاة ينتشرون هنا وهناك يتسلقون أشجار دم الأخوين لحصد تلك الثمار.ومن تلك الفوائد أن جذوعها تستخدم كأدوات للطرب، فبعد سقوط تلك الشجرة وموتها يصبح جذعها الميت مجوفا خاويا، يتم تصليحه وتسويته ثم تُوضع على فمه قربة يتم شدها وربطها بعناية حتى تصبح صلبة متينة تصلح للضرب عليها واستخدامها كآلة للطرب.كما يستفيد الناس من جذوعها أيضا بأن يستخدمونها كبيوت لتسكين النحل بداخلها، وتعتبر من أجمل مساكن النحل.ومن فوائد تلك الشجرة أن تعود على الناس بالنفع المالي، فقد كان هناك تجار معروفون يشترون محاصيل شجرة دم الأخوين من المحليين بمقابل، ويقومون بتصدير ذلك المحصول خارج الجزيرة. هذه بعض المنافع المحلية لشجرة دم الأخوين أتينا علينا بشكل مختصر.