– منصة إنسان – صادق هزبر –
– القلوب المبصرة لا تتعب احدا في البحث عنها لان عبير رائحتها تسبق خطاها .. وكل فعل .. وكلمة ..وأداء وموقف وعمل إنساني ، يحمل صفاء الروح ونقاوة السريرة .. ورقة القلب يدلك على ان الاعمال الانسانية مستقرة في القلوب النقية ، والأرواح الطيبة ، وحين تجتمع بصيرة القلب بالأرواح الطيبة ، وحب فعل الخير فإنك امام جوهر انسانة كبيرة ، انها الأستاذة كفيفة البصر ، نافذة البصيرة .. صباح علي حريش رئيسة جمعية أمان للكفيفات ، ورئيسة معهد الشهيد فضل الحلالي للكفيفات . تعد إحدى رائدات العمل الانساني في اليمن ، ورفيقة درب المرحومة فاطمة العاقل ابرز رائدات العمل الانساني ومؤسسة الجمعية ومعهد الشهيد فضل الحلالي للكفيفات .
صباح حريش .. قصة نجاح
كنسمة صباح عليلة .. بل كإشراقة صبح مفعم بالأمل كان لمنصة إنسان ” هذا اللقاء مع الأستاذة صباح حريش ، تحدثت فيه عن نزر يسير عن جمعية أمان للكفيفات التأسيس ، الأهداف ، الأثر الاجتماعي .. تأهيل وتدريب الكفيفات ، طباعة المصحف الشريف بخط البرايل داخل الجمعية ، وطباعة المنهج للمكفوفين ، ولا شك ان مثل هذه الإنسانة الفاضلة هي هدية الحياة لنا. ومن يمتلك مثل هؤلاء الأوفياء النادرون فليسكنهم في حنايا القلب فمثلهم ثروة الزمن .
صباح حريش : الظلام الحقيقي من الداخل هو أن لا يكون لك هدف في الحياة
بداية تقول صباح حريش انا إنسانة عادية كفيفة النظر ..فقد فقدت بصري في الصف الثاني ثانوي ..وكنت أتمنى أن أرى حرفا أو كلمة .. بعد سنوات من فقدان البصر .. حسيت معنى الظلام ..لاكن تأكد لي بعد رحلة كفاح وتعليم أن الظلام الحقيقي من الداخل هو أن لا يكون لك هدف في الحياة .. وكان عندي الحافز الداخلي أن اتعلم بتشجيع من والدي ووالدتي على الانطلاق نحو التعليم .. ولايزالون إلى الآن. .صباح فقدت البصر .. ولاكن والدي ووالدتي هما نور عيني . وتعد هذه الخطوات الكبيرة قصة نجاح لهذه الانسانة
المرحومة فاطمة العاقل .. علمتني الحروف الاولى وكانت مفتاح حياة جديدة
وأيضا كان لقائي الأول بالأستاذة المرحومة .. صاحبة الريادة في العمل الإنساني فاطمة العاقل رئيسة ومؤسسة جمعية الامان لرعاية الكفيفات هو مفتاح حياه جديدة ..حين زرتها للجمعية اعطتني كتاب البرايل وعلمتني الحروف الأولى وادخلتني ثالث ثانوي في مدرسة عائشة كي أكمل تعليمي بعد توقف ..واعطتني أشرطة عن المنهج .. الأستاذة المرحومة فاطمة العاقل هي من كانت كفيفة البصر وأخرجتنا من الإعاقة الى النور ، وإنشاء الله نكمل المشوار وعلى خطاها سائرون . وتواصل صباح حديثها ان بصمات المرحومة فاطمة العاقل محفورة في وجدان كل كفيفة في اليمن ، وكل منجز في هذه الجمعية والمعهد شاهد عيان يلهج بمكنون هذه المراءة العظيمة . ما زالت خططها وأهداف الجمعية تنبض بالحياة. ذكريات حفرناها داخل أعماقنا، وصورٌ حفظناها في عيوننا، حنين عظيم حبسناه داخلنا، والأشواق باتت واضحة بكلماتنا، والحب لا يمكن أن نخفيه فينا. فكانت عبارة عن مرحلة انتقالية في حياتي وخلصت الثانوية بمعدل 83 .. وبدأت مشوار جديد من العمل والتعليم الجامعي بعد تأدية الخدمة في معهد الشهيد الحلالي ..
قصة أخرىسجلت علم نفس بجامعة صنعاء .. ولاختياري هذا القسم قصة أخرى ساحكيها لكم وهي أن طالبة كفيفة من صغرها سألتني كيف الشمس يا أستاذة صباح .. فحز سؤالها في نفسي. وقررت أن ادرس علم النفس لهذه الأسباب المتعلقة بأسئلة الكفيفات عن جوانب مختلفة . تخرجت من الجامعة واسسنا جمعية الامان لرعاية الكفيفات مع الأستاذة المرحومة فاطمة العاقل في 6/6/1999
وكان من اهم اهداف الجمعية هو تعليم الكفيفات ..لأن التعليم هو مفتاح الحياة . نعلم هذه الفئة كيف تعمل وكيف تدير شؤن حياتها ..وكنا نزور الكفيفات للبيوت ونعلمهن الأساسيات. .
الحياة الاجتماعية
انا متزوجة ولدي ثلاث بنات واعيش مع زوجي المتعلم أيضا وهو مدرس ..وواعي حياة سعيدة والحمد لله قائمة على التفاهم والاحترام ..
إدماج الكفيفات في المجتمع
تقول الاستاذة صباح الكفيف قد يكون أسرة ويعيش في المجتمع وعندنا من الكفيفات متزوجات وامورهن طيبة ..و نحن نعمل جاهدين في الجمعية لتقديم خدمة للكفيفات وكمل مشوار الخير والعطاء الذي بدأته المرحومة فاطمة العاقل .. فغايتنا هي قضية إنسانية ورسالة نبيلة .وتسعى جمعية الامان لرعاية الكفيفات الى تقديم الخدمات التنموية والانسانية والدمج الشامل للمكفوفين من خللا البرامج الانسانية والتنموية وبناء شراكة فاعلة مع شركاء العمل الانساني محليا ودوليا .
: قصة حزينة
تقول الأستاذة صباح حريش صادفت الكثير من القصص المحزنة وهنا أتذكر قصة فتاتين. ” خوات” كفيفات كان المعيل الوحيد لهن والدهن بعدى وفاة والدتهن وكانت أعمارهن الأولى في 6 سنوات والثانية في أي سنوات وكنا يعشن مع والدهن في ريف صنعاء .. وكان لدينا آنذاك سكن داخلي ..وعند زيارتنا لمنزلهن ولقائنا بوالدهن ..تبين لي من خلال الحديث معهن أنهن يعشن معزولات .. وظهر عليهن علامات العدوانية والتعنيف .. ومن ثم اقنعنا والدهن أن يأتين إلى الجمعية في السكن الداخلي حين كان هناك كان سكن ..وبدأنا في تعليمهن ..وكثفنا الجلسات الاجتماعية معهن ..ودرسن واكملن تعليمهن الجامعي ..واصبحن بعد التعليم والتدريب والتأهيل كفيفات منتجات وبدأن في تعليم من حولهن في الريف عن اساليب الحياة . حيث تم ادماجهن في المجتمع . وتواصل صباح بقولها الإنسان لا يكون انسان إلا في العمل الإنساني وتقديم خدمة للآخرين .. وخدمة المجتمع والآخرين واجب .. وأقل واجب ان تسعد الآخرين .
نظرة المجتمع للكفيفات
وعن نظرة المجتمع للكفيفات تقول رئيسة جمعية امان لرعاية الكفيفات ورئيسة معهد الشهيد الحلالي للكفيفات تغيرت بفعل الوعي ولاتزال هناك ضعف .. وسبب النظرة للكفيفات هو الوعي وان طرق وأساليب زيادة الوعي يتأتى عن طرق عده ابرزها عن طريق الكفيف نفسه وانه على الكفيف ان يتكيف مع إعاقته ، ويثبت لمن حوله وللآخرين ان لديه قدرات ، الجانب الاخر هو الاسرة وهي اساسٌ التنشئة وعليها ان تبني الفيل بناية صحيحة ، في كيفية ان يشق طريقه في الحياة ،
جمعية الأمان للكفيفات :متنفس للكفيفات وطريق العبور نحو الحياة الآمنة
جمعية أمن للكفيفات هي متنفس الكفيفات ، وطريق العبور نحو الحياة الآمنة ، عن طريق الجمعية حصلت الكفيفات على التأهيل والتدريب ، وبناء القدرات ، وإعطائهم الرخصة الدولية في الحاسوب ، الشكر موصول هنا للشركاء الذين كانت لهم بصمات العمل والإنجاز والاستمرار في اداء الجمعية ، اليوم الجمعية لديها مطبعة لطباعة مصحف القران الكريم بخط البرايل بعد ان كنا نأخذه من مصر ، وأصرت المرحومة فاطمة العاقل على تجهيز وحدة الطباعة ، وبدأت فيه وأكسبت العاملات فيه الخبرة الفنية ، ويتم طباعة المصحف وتوزيع على المكفوفين في الجمهورية مجانا ، الى جانب المنهج المدرسي ، والمناهج الجامعية ،
الصعوبات
تقول الأستاذة صباح نواجه بعض الصعوبات وابرزها ان الطالبات الخريجات ومن يحصلن على التأهيل والتدريب ، لا توجد لهن فرص عمل ، وأعدنا مشرع اطلقنا عليه مشروع أنامل في مجال الصناعات الحرفية الصغيرة التي تناسب قدرات الكفيفات ، وتقول في نهاية هذا اللقاء مهما كانت التحديات يجب ان نتغلب عليها ، لاستكمال مشوار الخير والعطاء ، والإعاقة ليست ان تفقد عضو من أعضائك ، ولاكن الإعاقة ان لا يكون لديك هدف في الحياة تحققه ، وان لا تقدم للآخرين ، شيئا في الحياه ،