حراك دبلوماسي وتقاربات إقليمية ووطنية … زخم إيجابي وأخبار جيدة توحي باقتراب التوافق على إطار سلام شامل في اليمن، والدخول في هدنة أرى بأنها ستكون مقدمة موضوعية لتهيئة الظروف لجملة من الإجراءات نحو وقف نهائي للصراع الذي طال أمده في البلد المعذب بالحرب.
من أول لحظه اندلعت فيها الحرب وأنا ادعو للسلام وتغليب لغة الحوار والقبول بالتنوع والتعايش، ولم أناصر أي طرف من أطراف الحرب. وكرست كل جهودي وطاقاتي للعمل الإنساني وتخفيف معاناة الناس من خلال مؤسسة تمدين شباب التي نفذت ولاتزال عشرات المشاريع في معظم محافظات اليمن.
أنا داعية سلام وناشط من اجل السلام لإيماني بأنه الحل الوحيد لتحقيق المساواة والعدالة والاستقرار والتقدم.
أطلقت العديد من المبادرات المحلية والوطنية، من أجل تخفيف معاناة المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين والمتضررين، ونسقت للكثير من اللقاءات مع مكتب الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وكذا مع المهتمين بالسلام من أجل تفعيل دور منظمات المجتمع المدني، وتشجيع الحوار والتفاهم وتعزيز ثقافة السلام والتعايش السلمي.
أناشد أطراف النزاع وكافة القوى السياسية والوطنية والأطراف الإقليمية بأعلى درجات الإنسانية والأخوة، لتثبت جديتها في إحلال السلام والاستقرار الدائمين في بلادنا وإنهاء الحرب التي حولت حياة الناس إلى جحيم على مدى أكثر من ثمان سنوات.
على أطراف الصراع أن تدرك بأن الحرب لن تحقق شيئًا سوى المزيد من الخراب والدمار، وأنها مهما طالت لن تنتهي إلا بالحوار الصريح والمسؤول، وببذل الجهود الكبيرة لإيجاد حل سلمي ينهي هذا الصراع المدمر.
وعلينا أن نتعلم أن الحوار والتفاهم والتعاون هي الأساليب المثلى لحل النزاعات والصراعات، وعندما نتحدث ونسمع الآخرين ونتفاوض معهم بصدق وصبر، فإننا نفتح طريقًا لإيجاد حلول عادلة ومستدامة للمشاكل التي تواجهنا.
لقد عانى شعبنا اليمني طويلاً من الحرب والعنف والدمار والفقر والمرض، وليس من المعقول أن يستمر هذا الخراب والدمار على كافة المستويات، ولا يمكن لأي صاحب ضمير حي أن يبقى صامتًا أمام هذا المأساة الإنسانية الكبرى.
هذا هو وقت بناء الثقة، وهذا ليس بالأمر السهل بعد أكثر من ثمانية أعوام من الصراع. سيحتاج اليمن إلى دعم المجتمع الإقليمي والدولي الآن أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على الزخم، والتحرك نحو التوصل إلى نهاية شاملة وسلمية ومستدامة للحرب.
أتطلع بكل أمل على أن يوفر الاتفاق المرتقب وقف شامل للحرب وحلول عملية للقضايا الإنسانية والاقتصادية، والتحضير لاستئناف العملية السياسية بقيادة اليمنيين للوصول إلى سلام مستدام وعادل، وتدشين مرحلة جديدة ينعم بها المواطن والوطن اليمني بالسلام والبناء والاعمار، لينهض اليمن السعيد من جديد.
إنها لحظة تاريخية لينحاز الجميع إلى مبادئ السلام المنشودة والاستقرار الموعود فالسلام لا يصنعه إلا الشجعان.