منصة انسان الانسان أصل الحكاية
اتصلت عمتي من القرية تصيح بأعلى صوتها على غير عادتها .. بدايةً لم أفهم ما تقول لان التغطية للهاتف ضعيفة في القرية ، ولأن صوتها المتشنج والمنفعل لم اعهده من قبل .. حينها اعتقدت ان هناك أمر جلل فأصابني الخوف والهلع فقلت لها اقفلي الهاتف واجلسي في مكان تكون فيه التغطية أوضح ، بعد ذلك اتصلت بها قاصداً التهدئة الا انها اجابتني صارخة ولم تبدأ بالسلام أو السؤال المعتاد عنها دائماً كيف الحال وكيف الاولاد ؟ بل صرخت تقول .. منعونا من بيع البهام ( بقرتين لم تحبلان بعد ) ودون ان أسأل عن السبب قلت لها وأنت لماذا تريدين بيعها ؟!قالت يا ولدي هذه السنة ما بوش مطر والدينا جحر وكمل ( انتهى ) علينا الوجيم ( اعواد الذرة المكتنزة من العام الماضي ) وما معاناش لا طعم ولاطعام للبهائم .قلت لها لماذا منعوكم من بيعها قالت : قال بن عمك انهم قالوا ممنوع ذبح الاناث .قلت لها لمن كان يريد احمد بيعها بالسوق او للجزار ؟! قالت : مثل ما نبيع من زمان بالسوق .قلت لها موضحاً أن السلطة المحلية طبقوا قرار ممتاز يمنع ذبح الاناث حق الحيوانات من اجل الحفاظ على الثروة الحيوانية ومن اجل ان تتكاثر المواشي لكي تزداد الثروة الحيوانية .قالت واني مودخلني بقرارهم اني اشتي ابيعها لانه ما بوش معانا ما يشبعها .. خلهم يدوا لنا طعم لها واحنا شانربيها .جلست اكلمها 42 دقيقة ولاقدرت افهمها حتى قالت اني اشتيك توقف معي وانت جالس معك خبر مامنه شي وقفلت الاتصال بوجهي .أخيرا نقول يا سلطة يا عالم ان قرار منع ذبح إناث البهائم والمواشي هو قرار سليم ومهم ونحن معاه مؤيدين ومناصرين .. لكن ابلغوا المندوبين أو صغار المسؤولين ان هذا القرار لا يعني استخدامه للتعدي على حريات المواطنين من بيع وشراء ما يريدون وامنعوهم من ابتزاز الناس تحت شعار منع الذبح .لأن هناك فرق بين البيع وبين الذبح ، واجعلوا سلطتكم فوق رقاب الجزارين الذين يهدرون هذه الثروة وليس المواطنين الذين يلجأون لبيع مالديهم من حيوانات لانهم يلجؤون لذلك اما من اجل شراء ما يريدون من مستلزمات المعيشة أو لاضطرارهم لبيعها نتيجة للقحط والجفاف .وركزوا سلطتكم على مراقبة الجزارين المعنيين بهذه المخالفة ومنعهم من ذبحها اما تذهبوا إلى الأسواق وتمنعون الناس من حق البيع القانوني المتمثل بحق اي مواطن البيع والشراء لأن هذا الاسلوب ليس الا عملية ابتزاز رخيصة وقلة عقل واضحة .
