ياسن غالب (من مواليد 1953) هو فنان تشكيلي ومهندس معماري يمني. حصل على بكالوريوس عمارة من القاهرة. وماجستير في الإدارة الحضرية من هولندا 1993. شارك في معارض داخل اليمن وخارجها. من الأعضاء المؤسسين لجماعة الفن الحديث. عرفت في القاهرة كتلة متقدة من النشاط والأمل. أخبرني بإنه يحب الفلسفة والفكر النقدي. كان حريصا على حضور معظم المتلقيات والفعاليات الثقافية والفكرية بالقاهرة. قبل أيام التقيته في نادي الشباب اليمني بالدقي في حفل توقيع رواية على ضفتي المجرى. كان في مقدمة الحاضرين. أخبرني أنه بصدد تحضير رسالة الدكتورة في فلسفة العمارة. رحمة الله عليه مات فجأة وهو يحلم بالعودة إلى الوطن الذي ضاع وتشتت شمل أبنائه. رحل المهندس الذي أحب صنعاء ومنحها كل طاقته الإبداعية فهل تعرف صنعاء البعيدة أنه مات؟ وليس هناك من مصيبة يمكنه أن تصيب الشعوب والأفراد بأفدح من خراب دولته. فالدولة هي الأم الوطنية التي تحفظ حياة مواطنيها من التشرد والضياع. فما اقسى الموت في بلاد الاغتراب. وداعا مهندس العمارة اليمنية وفنانها الجميل ياسين غالب الذي يؤمن بان الأشياء لاتنتهي وإنما تتحول فحاول أن يجعل من مخلفات القمامة تشكيلات فنية. أكثر من ١٠٠ لوحة في منزله بالعاصمة صنعاء، ولكل منها دلائل ومعاني بعضها تعود إلى عصور قديمة، يبين في لوحة منها مكونة من الجلد على أن المئزر كان يلبسه الرجل اليمني منذ القدم. وفي لوحة أسماها “بانوراما”, جسد ياسين غالب الأسوار القديمة التي كانت تحوط بعض المدن والقرى اليمنية، وهي مكونة من بقايا أحذية منتهية الصلاحية عمل على تحويلها لتكون شبيهة بالأسوار
الف رحمة ونور تغشاه في مثواه ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
- من حائط البرفسور قاسم المحبشي على الفيس بوك